للشكاوى والاقتراحات

اضغط هنا

مؤسس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في منطقة الرياض

الإسم والنسب


هو القدوة الصالح، الورع الزاهد التقي، بقية السلف، العلامة الداعية الناصح لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولأئمة المسلمين وعامتهم: الشيخ -أبو عبد الله- عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن عبد الله بن فريان الهاجري القحطاني من قحطان الأولى.

نشأته ومسيرته العلمية


ولد هذا العالم -رحمه الله- بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية عام ألف وثلاثمائة وأربعة وأربعين من الهجرة النبوية ونشأ في كنف والده -عبد الله- نشأة دينية علمية وهيأه لطلب العلم في سن مبكرة حيث التحق بالكتاتيب بجانب مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- عند المعلم فيها, الذي يديرها ويسمى (المطوع) وهو الشيخ صالح بن مصيبيح -رحمه الله- وكان في السادسة من عمره فتعلم فيها الهجاء، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن الخامسة عشرة، وقد قرأ القرآن على الشيخ صالح بن مصيبيح، والشيخ على اليماني، -رحمهما الله- وعلى الشيخ محمد بن أحمد بن سنان -رحمه الله- في مسجد الجفرة سابقاً الواقع في دخنة.

طلب العلم وتلقاه على عدد من العلماء الأفذاذ مثل سماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- مفتي الديار السعودية سابقاً، في سن السابعة عشر عام 1361هـ، وقرأ عليه الأصول الثلاثة، ثم كتاب التوحيد، ثم الأربعين النووية، ثم آداب المشي إلى الصلاة، وبلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، وعمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي وزاد المستقنع في الفقه الحنبلي، والآجرومية في النحو، ثم قطر الندى، ثم الألفية غيباً. ثم بدأ في المطولات كالبخاري، ومسلم، وشرح التوحيد، وفضل الإسلام، والكبائر للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، واقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- . وقرأ الرحبية في الفرائض على الشيخ محمد بن عبد اللطيف -رحمه الله- في بعض الأوقات، كما قرأ على الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري -رحمه الله- وكذلك على الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وقد أتم عليه النونية لابن القيم وعلق عليها بعض التعليقات. وحين شغل فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بالقضاء أمر طلابه بالالتحاق بكلية الشريعة فوافقوا واشترطوا التعلم في مسجده، فكان أساتذة الكلية يأتون للتعليم في المسجد، أما الاختبار فيتم في الكلية. وقد تخرج من كلية الشريعة عام 1380هـ وهو في سن السادسة والثلاثين.

علمائه وزملائه وتلامذته


من علمائه ومشائخه:

    1. الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية -رحمه الله-.
    2. الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسين آل الشيخ -رحمه الله-.
    3. سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- وقد أتم عليه نونية ابن القيم.
    4. الشيخ عبد العزيز الشثري أبو حبيب -رحمه الله-.
    5. الشيخ صالح بن محمد بن مصيبيح -رحمه الله- تعلم عليه القرآن في صغره.
    6. والده الشيخ عبد الله الفريان -رحمه الله- قرأ عليه القرآن كاملاً حفظاً.
    7. الشيخ علي اليماني -رحمه الله- درس عليه القرآن.
    8. الشيخ محمد بن أحمد بن سنان -رحمه الله- قرأ عليه القرآن.
    9. الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشي -رحمه الله-.
    10. الشيخ محمد الشنقيطي -رحمه الله-.
    11. الشيخ إسماعيل الأنصاري -رحمه الله-.

زملاؤه في مسيرة التعلم:

من زملاء الشيخ الذين درسوا معه على يد الشيخ محمد بن إبراهيم:

    1. الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله-.
    2. الشيخ عبد الله بن جبرين -رحمه الله-.
    3. الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله-.
    4. الشيخ عبد الرحمن بن مقرن -رحمه الله-. وغيرهم كثير.

تلامذته:

لم يكن للشيخ تلاميذ، لأن دروسه غير متواصلة، بسبب انشغاله بالدعوة والوعظ في جميع أنحاء المملكة، ولذا لم يكن هناك أحد يذكر، وإنما قرأ عليه بعض طلبة العلم في تفسير القرآن الكريم، وفي صحيح البخاري ومسلم، والهدي النبوي لابن القيم، والعقيدة الواسطية، وشرح التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، وغير ذلك من الدروس العلمية.

الشيخ والدعوة


الشيخ -رحمه الله- منذ صغره حين كان طالباً كان يعنى بنشر الدعوة، ويحمل هموم الدعوة، في مسجده كثيراً، وفي غير مسجده؛ ومما تميز به الشيخ -رحمه الله- عدم استكثار الجهد في سبيل الدين ونشر العلم الصحيح، داعية يمارس الدعوة في بيته وشارعه ومسجده ومكتبه وسفره وإقامته اقتداءً بنبي الأمـة صلى الله عليه وسلم، صحبه الكثير من الدعاة فأتعبهم بصبره وجلده. ولعله من القلائل الذين ذرعوا الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، يعظ ويذكر، ويدعو إلى التقوى والمحبة، لم يترك دائرة أو مكاناً يعنى بالعلم والدعوة إلا وخطب فيه وأرشد وناصح وذكر، بقلب مخلص، فتقع كلماته في القلوب.

تولى إمامة جامع آل فريان بمعكال عام 1375هـ والخطابة فيه، قبل تخرجه من كلية الشريعة، واستمر حتى وفاته -رحمه الله-. وبعد تخرجه رحمه الله من كلية الشريعة أمره الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- بتوجيه من الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- بالتجول للدعوة فتوجه إلى الحدود الشمالية.

وهو من المؤسسين لندوة الجامع الكبير – في الرياض – والتي تقام كل يوم خميس، وكانت ندوة مباركة، يقدم فيها مواضيع متنوعة تهتم بموضوعات العصر، ويشارك فيها نخبة من علماء وطلبة العلم الراسخين، ثم يعلق عليها المفتي ويجيب على أسئلة الحضور، وهذه الندوة لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا ولله الحمد منذ عهد الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- كما أسس الشيخ مكتبة شيخ الإسلام ابن تيمية التابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض، حيث أدرك -رحمه الله- أهمية البحث العلمي، وضرورة توفير الكتب والشريط الإسلامي، فأسس هذه المكتبة عام 1389هـ، وجعلها في المقر الرئيسي السابق للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، مع معهد القرآن الكريم وعلومه، وذلك ليتمكن الباحثون من الاطلاع على المصادر والمراجع الأصلية، وأيضا تمكين الناشئة الطلاب من التعرف على أمهات الكتب، بالإضافة إلى تمكين القراء من الاستعارة وفق نظام المكتبة الداخلي، كما أن قسم الشريط في المكتبة يوفر لمرتاديه تسجيلات القرآن الكريم، بأصوات بعض مشاهير القراء، وبعض طلبة الجمعية البارزين، وكذلك تسجيل بعض الدروس، والمحاضرات العلمية، والخطب، وبعض المتون والمنظومات المتعلقة بعلوم القرآن الكريم، وغيرها من المنظومات المفيدة لطالب العلم. وكان لفضيلة الشيخ إسهام في الإعلام وبالذات الصحافة، كما كان له إسهام مبارك في إذاعة القرآن الكريم وتقديم عدد من البرامج النافعة: في العقيدة والآداب ،والسيرة النبوية، علما بأن الشيخ عند ركوبه السيارة – سواء في سفر أو حِل، كان حريصا جدا على سماع إذاعة القرآن الكريم؛ فيطلب من السائق مباشرة تشغيل الإذاعة، وكان يتأمل أن يكون القراء في الإذاعة من الشباب خريجي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.

الإحسان والبر


  • بناء المساجد: من أعمال الشيخ المشهودة سعيه الدؤوب في بناء المساجد وتهيئتها للصلاة، وقد ذكر أحد مقاولي البناء –وقد طال تعامله مع الشيخ– أنه بنى بأمره أكثر من ستين مسجداً في الرياض وحدها خلال ثلاثين عاماً تقريباً.
  • وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم: كان -رحمه الله- لا يرد سائلاً ولا سائلة مهما كانت الظروف، كان يزداد حرصه على الصدقة في رمضان خاصة؛ فكان لا يرد المحتاجين مهما كانوا، وكان قد خصص جهاز حاسب آلي في مقر عمله في مكتب الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، لتسجيل دفع الصدقات؛ فيعطى السائل ويسجل رقم سجله المدني ويقول له: (إن رغبت أن تعود إلينا فليكن بعد سنة من اليوم حتى نعطيك مرة أخرى)، وكان لا يغفل الحاجة القلبية؛ فكما أن أجساد هؤلاء الفقراء تحتاج إلى الطعام للنجاة من الهلكة، فإن قلوبهم بحاجة إلى النصح والوعظ للصلاح والنجاة من النار.
  • عنايته بالضعفة والغرباء: كان رحمه الله يقوم على شؤون الضعفاء والغرباء من المسلمين، يجود عليهم بماله، ويجمع لهم من المحسنين، ويصلح بينهم، ويعلمهم، ويشفع لهم، ويبني لهم المدارس، ويؤجر لهم المساكن، وغير ذلك، كما كان يعول مئات الأسر، يساعدهم على قضاء حوائجهم، وسداد ديونهم، وإطعام جائعهم.

وفـــــاتـه


توفي -رحمه الله- قبل فجر الخميس لليوم السابع من شهر رجب عام 1424هـ عن عمر يناهز الثمانين عاماً، وصلي عليه في جامع عتيقة، الذي أقفلت أبوابه على سعته قبل أن يؤذن لفريضة العصر، لكثرة المصلين، فصلى الناس في الشوارع، وترك بعض الحاضرين سياراتهم لشدة الزحام، واستقلوا سيارات الأجرة ليتبعوه إلى مقبرة العود، وشارك في تشييع جنازته عدد من الوجهاء، والعلماء، والمعلمين، وطلبة الحلقات، والفقراء الذين نالهم إحسان الشيخ وعطاؤه، وكان في مقدمتهم سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وسماحة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله-، وفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، ونائب رئيس الجمعية سابقاً، فضيلة الشيخ سعد بن محمد آل فريان وفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الهذلول (الرئيس الحالي)، وغيرهم كثير، وتنافس الحاضرون على إنزاله في قبره وازدحموا عليه، حتى نودي بالسكينة والهدوء. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجميع علماء وموتى المسلمين. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،