للشكاوى والاقتراحات

اضغط هنا

عظمة القرآن

 

هنيئاً لمن أقبل على كتاب الله الكريم، واشتغل بتعلمه وتعليمه، فتعلمه وتعليمه هو بوابة التأثر به والعمل به والسير في نوره ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتابًا مُتَشابِهًا مَثانِيَ تَقشَعِرُّ مِنهُ جُلودُ الَّذينَ يَخشَونَ رَبَّهُم ثُمَّ تَلينُ جُلودُهُم وَقُلوبُهُم إِلى ذِكرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ﴾ وعظمة هذا القرآن متحققة من كل وجه: فهو عظيم لأنه كلام العظيم سبحانه وتعالى، وهو أفضل الكتب وآخرها والمهيمن عليها ﴿وَأَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ مِنَ الكِتابِ وَمُهَيمِنًا عَلَيهِ﴾ أي مسيطرًا وحاكمًا على ما سبقه من الكتب وناسخًا لها.

وقد أُنزل على أفضل الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الحوض المورود واللواء المعقود الشافع المشفع، و أُنزل على أفضل الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ﴾، وكان نزوله على أفضل القرون (خير القرون قرني)، في أفضل شهر، ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ﴾، في أفضل ليلة ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ ﴾ ﴿إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ وَما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ ﴿١﴾ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ ﴿٢﴾ تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ فيها بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ ﴿٣﴾ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطلَعِ الفَجرِ﴾ وكان نزول هذا الكتاب المبارك في أفضل مكان (مكة والمدينة)، ومَنْ تًعًلَّمه وعلّمه فهو معدود في أفضل الناس (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه).

هذه العظمة التي كتبها الله للقرآن الكريم يجب أن تحيي القلوب للاتجاه إليه، والإقبال عليه، وصرف الأوقات النفيسة في العناية به، والتعبد بتلاوته وحفظه وتدبره والعمل به ونشر نوره بين الناس.