النصح لكتاب الله
عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحةً) قلنا: لمن؟ قال (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). رواه مسلم.
النصح: هو الخلوص والنقاء من الشوائب، ولاشك أن لكتاب الله تعالى حقًّا يقتضي النصح له، والنصحُ لكتاب الله يكون بأمور، منها:
- الإيمان به، وبأنه كلام الله تعالى المنزل، الذي (لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد).
- الإيمان الجازم بما جاء فيه من عقائد وأحكام ومواعظ وأخبار.
- تعظيمه وتقديره حق قدره؛ لأنه ليس كأي كلام، ولايشبهه أي كلام، فهو كلام رب العالمين، وأحسن الحديث، وتعظيمه يكون على المستوى المعنوي والمستوى الحسي، فالمعنوي في القلب، والحسي بتنزيهه عن الإهانة الحسية كمواقع القَذَر ونحوها.
- دوام تلاوته تلاوةً تورث تدبره والتأثر به ﴿كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّروا آياتِهِ﴾، واستحضار التعبد لله بتلاوته، والإخلاصُ في ذلك لوجهه الكريم.
- العمل به، بفعل أوامره وترك نواهيه، سواء كان ذلك في مجال العقيدة أو الأحكام أو الرقائق والآداب أو غير ذلك، فإذا قرأ المؤمن آيات الأمر بالتوحيد والبعد عن الشرك عمل بها، واذا قرأ الأمر بالصلاة عمل به، وإذا قرأ آية التوجيه بالاستئذان عمل بها، وإذا قرأ آية غض البصر عمل بها، وإذا قرأ النهى عن اتباع خطوات الشيطان انتهى، وهكذا، مع التسليم لأمر الله، و اعتقاد أنه أحسن الأوامر وخيرها.
- تعليمه للناس على حسب الاستطاعة، وذلك بتعليم تلاوته وتجويده وتحسين أدائه، وتحفيظه، وتفسيره، وتعليم تدبره، وهذا من تعليم الناس الخير، بل هو أشرف تعليم وأعلاه.
- الدعوة إلى الإقبال عليه، والحث على تعلمه والعناية به، ولفت الأنظار إلى ذلك، وتنبيه الغافلين عنه، وشرح فضائله ومزاياه ومنزلته للناس. وهذا من الدعوة إلى الهدى والخير (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) رواه مسلم.
- الذب عنه، وحمايته من تحريف المبطلين، وتأويلات الضالين، وتفسيرات الجاهلين، وتشويهات المغرضين، وذلك حسب الاستطاعة.